كعادتها
أخفقت المنتخبات العربية الثلاثة في الجولة الثانية ضمن منافسات كرة القدم
بأولمبياد لندن ، فلا جديد يذكر سواء من ناحية الأداء أو النتيجة فالمنتخب
المصري فشل في الفوز علي نظيره النيوزلندي وتعادل بهدفٍ لمثله في مباراة
كانت في المتناول وكانت الحسنة الوحيدة للفراعنة في تلك المباراة هي الحفاظ
علي امالاهم في العبور للدور الثاني.
بينما
خسر أسود الأطلس أمام الكمبيوتر الياباني بهدف نظيف بعد أن أضاع لاعبوه
فرصاً تهديفية بالجملة كانت كفيلة بتحقيق الفوز الأول للمغاربة في البطولة،
وعلي الرغم من خسارته بثلاثة أهداف مقابل هدف إلا أن الأبيض الإماراتي كان
حاضراً بقوة أمام صاحب الأرض والجمهور المنتخب البريطاني الذي تنفس
الصعداء بعد فوز لا يستحقه علي الإمارات.
رهان الفراعنة الخاسر الإيجابيات: قد
لا أكون قاسياً إذا إقتصرت إيجابيات المنتخب المصري في مباراته ضد
نيوزلندا علي لاعبه المحترف بسويسرا "محمد صلاح" الذي أعطي للفراعنة شكلاً
هجومياً رائعاً في مباراة اليوم وكان أفضل اللاعبين بلا منازع، ولم يخذل
مدربه هاني رمزي الذي كانت الحسنة الوحيدة له في تلك المباراة هي الدفع
بصلاح منذ البداية.
كما كانت جرأة المصريين الهجومية التي لم يكن هناك بديلاً عنها أحد
إيجابياته خاصةً بعد أن إستطاع الفراعنة الوصول للمرمي النيوزلندي في أكثر
من مناسبة ، قبل أن يخذلهم الحظ والتوفيق فيما كانو يتمنونه بتحقيق الفوز.
السلبيات: الثقة الزائدة للاعبين جعلتهم يظنون أنهم سيلحقون بمنافسهم هزيمة ثقيلة
خاصةً بعد تقديمهم لعرض طيب أمام السيلساو، وهو ما زاد من تعجلهم في إنهاء
الهجمات وإضاعة الفرص رغم أن المباراة كانت لا تحتاج إلا لقليل من الجدية.
السذاجة
المستمرة من مدافعي المنتخب المصري والتي فشل المدير الفني للفراعنة في
علاجها حتي الأن، هي التي وقفت حائلاً أمام خروج المصريين علي الأقل فائزين
بهدف صلاح ، وهي التي أمطرت شباكهم بثلاثة أهداف من المنتخب البرازيلي في
شوط واحد.
لا أعرف لماذا أبقي المدير الفني للمنتخب المصري هاني
رمزي علي مهاجمه الغير موفق عماد متعب طيلة المباراة، وكان من الأفضل لرمزي
تغييره خاصةً وأن بقاء اللاعب من الملعب لم يزيده إلا سوءاً في ظل معاندة
الحظ له طوال المباراة وهو ماقد يؤثر عليه نفسياً لاسيما وأن متعب من نوعية
اللاعبين الذين تتحكم بهم معنوياتهم بالدرجة الأولي.
الأسود إستحقو الهزيمة
الإيجابيات: كان
جيداً في حد ذاته نجاح مهاجمو المنتخب المغربي في الوصول للمرمي الياباني
وهو أقصي شيء يمكن لمدرب فعله مع لاعبيه خاصةً وأنه لا يمكنه أن يعلم
اللاعبين كيف يحرزون أهدافاً !
تحركات المهاجم المغربي " المرابط
"الهجومية ساهمت في خلق شكل هجومي جيداً بعض الشيء للمغاربة نحو المرمي
الياباني، وهو ما أعطي إنطباع لدي البعض أن الأسود ربما ينجحون في حسم
المباراة.
كان إنتشار لاعبي المغرب جيداً في وسط الملعب في الشوط
الأول وإستطاعوا الاستحواذ علي الكرة لفترات طويلة جعلت منافسهم الياباني
يتراجع للخلف.
السلبيات: لعب
قلبي دفاع المنتخب المغربي مباراة سيئة للغاية وكانت الكرات العرضية
لليابانيين بمثابة ركلات جزاء فما من كرة عرضية إلا وشكلت خطورة علي المرمي
المغربي بفضل التقصير الواضح لمدافعي الأسود في القيام بواجباتهم
الدفاعية.
اللياقة البدنية للاعبي المنتخب المغربي لم تكن علي
المستوي المطلوب وخاصةً في الربع ساعة الأخيرة من المباراة، وبدا واضحاً
علي لاعبي المغرب التعب وهو ما مكن اليابانيين من السيطرة علي منطقة
المناورات.
مهاجمو الأسود أضاعو فرصاً عديدة كانت كفيلة بإنهاء
اللقاء لصالحهم، وعاقبتهم كرة القدم أشد عقاب بهدف ياباني أعطاهم درساً في
كيفية استغلال أنصاف الفرص.
الحارس المغربي إرتكب خطأ ولا أسوأ عند
خروجه من مرماه في الهدف الوحيد في اللقاء ويعد هو المتسبب الرئيسي في
الهدف الياباني، لا سيما وأن الكرة كانت بعيدة عنه بعض الشيء ومتطرفة من
الناحية اليسري وكان بإمكان المدافعين تداركها بسهولة.
الحظ أعطي ظهره للإماراتيين الإيجابيات: كانت
أولي إيجابيات اللقاء حارس المرمي علي خصيف الذي لعب مباراةً رائعة زاد
فيها عن مرماه ببسالة في ظل أخطاء دفاعية قاتلة وهو الشيء الذي يشفع له
تسببه في الهدف الثاني للبريطانيين.
تألق لاعبو وسط الملعب بالمنتخب الإماراتي بصورة واضحة خاصةً في الشوط الثاني وقدم اللاعب عمر عبد الرحمن مباراة ولا أروع.
كما
أن راشد العيسي صاحب الهدف الوحيد حافظ علي ثبات مستواه طوال أحداث اللقاء
وهو ما أعطي الأفضلية للأبيض الإماراتي في السيطرة علي وسط الملعب في
الكثير من أوقات اللقاء.
المدير الفني للمهدي علي نجح في قراءة
المباراة قبل فوات الأوان وأعطي دفعة معنوية للاعبين في الشوط الثاني ساهمت
في تقديمهم لمستوي رائع أبهر به الجماهير البريطانية الذين توقفو عن
التشجيع في معظم أوقات المباراة في ظل تراجع منتخبهم الدفاعي، كما أنه نجح
في إيقاف خطورة اللاعب بيلامي الذي شن هجمات عديدة نحو المرمي الإماراتي
وقام بإخراج هيكل عبد الرحمن الذي أرهقه بيلامي كثيراً ودخل بدلاً منه محمد
أحمد الذي حد كثيراً من خطورة بيلامي من الناحية اليسري.
السلبيات: كان
بقاء إسماعيل مطر حتي الدقيقة 70 من عمر اللقاء نقطة سلبية للمنتخب
الإماراتي في ظل إنقطاع الكرة منه بشكل دائم وكانت هجمات المنتخب الإماراتي
غالباً ماتنتهي عنده، وكان من الواجب تغييره مبكراً خاصةً وأنه لم يكن له
وجود يذكر بالمباراة.
الثبات الإنفعالي يعد أحد أسباب هزيمة
الإمارات اليوم فلم يستطع اللاعبون بعد تسجيلهم لهدف التعادل الحفاظ علي
نفس مابدأو عليه من أداء في الشوط الثاني ، وهو ماجعل خبرة لاعبو بريطانيا
تحسم الأمور لصالحهم.
الأخطاء القاتلة والمتكررة من مدافعي
الإمارات هي التي منحت نقاط المباراة اليوم إلي بريطانيا ، فلم يفز المنتخب
البريطاني اليوم بفضل لاعبيه بقدر مافاز بفضل إستغلاله لأخطاء مدافعي
الامارات.