منتديات أرض التطوير
حللت اهلا ونزلت سهلا عزيزي الزائر
نعتدر عن الازعاجك من طرف هاده النافدة ضهورها يعني انك غير مسجل لدينا
نعلمك عزيزي الزائر في مواضيع حصرية في منتدنا ولكن نقوم باخفائها لاضهارها عليك ان تكون عضو معنا
لن يستغرق تسجيلك سوي دقيقة واحدة
بعد التسجيل يمكنك تفعيل نفسك عن طريق الايميل اللدي سجلت به
وان لم تفعل نفسك سيتم تفعيلك في ظرف لا يمر 24 سا من طرف ادارة المنتدي

رمضان كريم يجمعنا
منتديات أرض التطوير
حللت اهلا ونزلت سهلا عزيزي الزائر
نعتدر عن الازعاجك من طرف هاده النافدة ضهورها يعني انك غير مسجل لدينا
نعلمك عزيزي الزائر في مواضيع حصرية في منتدنا ولكن نقوم باخفائها لاضهارها عليك ان تكون عضو معنا
لن يستغرق تسجيلك سوي دقيقة واحدة
بعد التسجيل يمكنك تفعيل نفسك عن طريق الايميل اللدي سجلت به
وان لم تفعل نفسك سيتم تفعيلك في ظرف لا يمر 24 سا من طرف ادارة المنتدي

رمضان كريم يجمعنا
منتديات أرض التطوير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أرض التطوير


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Mr.salem99

عـــضـــو متميز
عـــضـــو متميز
Mr.salem99


الـمسـاهمـات : 431
نقاط النشاط : 7425
سمعتي : 2

علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Empty
مُساهمةموضوع: علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !    علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Emptyالأحد فبراير 06, 2011 10:52 pm

أحمد لله على لطفه الخفي، وفضله وإحسانه الجلي، وأصلي وأسلم على النبي الأمي وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وبعد ..









علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  E943acd5f8dd172ae89244d8d917995c








فإن كثيراً من الناس يجهل تنوّع أسباب البلاء والمصائب وحِكم الخالق في ذلك، ويجهل تبعاً لذلك تنوُّع آثار النوازل والمصائب الشرعية والقدرية على من حلت بهم، فثمت أمور مهمة يجب إدراكها وإذا تحقق في الإنسان العلم بها، عرف أن لا تلازم بين نزول المصائب واختصاص من نزلت به بتعاظم ذنوبه على غيره ممن لم تنزل به مصيبة .


فلله حِكم لطيفة منها ما يند عن فهم أكثر الناس، بل منها ما لا يُدركه أحد من الخلق، فيستشكلون كثيراً من النصوص الشرعية من الوحي المبين، وما سمى الله نفسه بـ "الحكيم" إلا لدقة مقاصد ابتلائه الناس دقةً تستوجب طول التأمل، وحدة النظر، ومع ذا فقد لا يُدركها الإنسان وقد يُدرك شيئاً منها، وقد يُوفق الإنسان لإدراك أكثرها، فنحن نرى في "التاريخ" والحاضر الحاكم أو السلطان الذي بسط نفوذه على ولاياته ورعاياه، وتأتيه أخبار القوة والضعف والخير والشر يسوس أمر دُنياه فيَقسم ويُعطي ويمنع، ويَطلب عدوّاً ويَدفع، سياسةَ من عَرف مواضع الزيادة والنقصان، ولا يُدرك هذا أفراد رعاياه الذين سلطانهم على مواضع أقدامهم وبيوتهم، فهؤلاء الأفراد ربما سَخطوا من تلك السياسة، لأنهم لم يُدركوا ما أدرك، فإذا مضى الزمن اتضح لكثير منهم ما خفي عليهم من حِكم السياسة، ولو أُعطي الواحد منهم حسب رغبته وهواه لاضطرب العباد والبلاد، ومن تلك الحِكم التي تخفى عللها على أفراد الرعايا وإن صلحوا، ما روي في الصحيح عن سعد رضي الله عنه قال: «أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطاً وسعد جالس فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً هو أعجبهم إلي فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا فقال: أو مسلما فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت: ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: أو مسلما ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار».

فرسول الله صلى الله عليه وسلم رأى إعطاء المفضول وحرمان الفاضل لحِكمة خفية غالبة للقاعدة الأصلية في إكرام الناس بحسب تفاضلهم، وهي تأليف القلوب وكسب المودة، وهذا كما أنه حكمة بشرية بالغة في أبواب العطاء والمنع، حفظاً لتوازن العباد في الدين والدنيا، فهو في باب الحِكَم الإلهية في المنع والعطاء ألطف وأدق، لأن الخالق ألطف وأحكم وأعلم من العباد بحالهم.

فإذا كان هذا لحاكم يشترك ضعفاً وفاقة وجهلاً مع رعيته في جنب علم الله وقوته وحكمه ولطفه فالواجب أن ندرك أن لله حِكَماً كثيرة في سياسة الخلق تدق عن فهم كثير من العلماء، فضلاً عن العامة، له حكمة تناسب سعة علمه المطلقة، وللإنسان حكمة تليق بقلة علمه.

وكثير ممن ينظر إلى الماديات وأسبابها ولا يتجاوزها في تصرفات المخلوقين مع بعضهم، يطبق ذات النظر بنفس البساطة في تصرف الله في أحوال مخلوقاته، ويجهل أن الحكمة في وضع سير الكون وتنظيمه اقتضت أن يجعل الخالق حجاباً بين تصرفه في المخلوقات وأحوالها، وبين تصرف المخلوقات بإذنه في أنفسهم وأحوالهم بمقتضى الإرادة الممنوحين إياها.

وقد بين الله كثيراً من أصول تلك الحِكم بياناً مجملاً، وأخفى سبحانه أكثر الحِكم في آثار المصائب والمحن على العباد، فتظهر للإنسان حكمة وتخفى عليه حِكم، والإنسان فيها بحسب يقينه بالله وقوة إيمانه بأسماء الله ومعانيها، والتي منها (الحكيم واللطيف والخبير والقوي والعزيز والجبار) فمن صاحب يقينه بالله علم ومعرفة بأسماء الله وصفاته أدرك ما لم يُدركه غيره، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة» [رواه البخاري] .









علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  E943acd5f8dd172ae89244d8d917995c







وإن من الأمور المهمة التي يجب إدراكها في هذا الأمر :



أولاً : أن المصائب والمحن بأنواعها دقيقها وجليلها وظاهرها وباطنها لا تنزل إلا بذنب، ولكن تتباين الحِكم من نزولها فلله في المصائب لطف ونكاية، يظهر أثرها لمن تأمل الحال من أهل المعرفة، والإنسان أبصر بنفسه من غيره في الغالب.

وهذا أصل بينه الله في مواضع كثيرة من كتابه، وبينه صلى الله عليه وسلم كذلك، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} [النساء:٧٩] وقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته» .

وقد تقع بعض النوازل والمصائب، فلا يجد المصاب سبباً من أول وهلة يُوجب نزول المصيبة، وربما ضجر، ولم يظهر له سبب البلاء لغفلة جبل عليها الإنسان عن أخطائه، ولذا قال تعالى حاكياً حال الصحابة بعد مصيبة غزوة أُحد: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:١٦٥].

فالله تعالى استفهم استفهاماً إنكارياً تعجبياً أن يجهل ذلك مثلهم مع سبقهم في الفضل والعلم والديانة.
فالمصائب وإن كانت دقيقة محتقرة هي من العبد وذنوبه، فقد أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها».

وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف بن عبد الله قال: "كان ابن مسعود يمشي فانقطع شسعه فاسترجع فقيل: يسترجع على مثل هذا ؟ قال: مصيبة" .


ثانياً : أن المصائب تنزل بالصالحين وبخيار الخلق ولكنها تختلف أثراً وحكمة فيهم، فقد أخرج أحمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة: لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «إن الصالحين يشدد عليهم وأنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت به عنه خطيئة ورفع له بها درجة».

وقال تعالى في أصحاب نبيه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:155-١٥٧]، أخرج عَبد بن حُميد ، وابن جَرير عن عطاء قال: هم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام.

وفي هذا تذكير وتعليم للمسلمين أن تمام النعمة وكرامة المنزلة عند الله لا يحول بينهم وبين لحاق مصائب الدنيا، وليستيقنوا أن ثمن الاتباع ليس سلامة الدنيا بل سلامة الآخرة، ولو كانت السلامة الدنيوية بقدر الاتباع لكان المجاهد بماله ونفسه أبعد الناس عن القتل وفقد المال.

ولكن الأثر الدنيوي في نفس الإنسان الصالح من المصيبة أقل، لهذا قال تعالى في الآية السابقة: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ} تقليلاً لأثره وتهويناً من شأنه، وتفريقاً بينه وبين ما يشترك به المؤمن مع الظالم من نفس المصيبة نوعاً وقدراً، ففي الآية السابقة ذكر مصيبة المؤمن بالجوع والخوف، التي يعاقب بمثلها الكفرة ولكن بأثر يختلف فقال تعالى عن مصيبتهم: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل:١١٢] ولكن الأثر اختلف فذكر أن مصيبة الكفر (لباس) أي تستحكم أثراً على جميعهم كاستحكام اللباس على الجسد.

وقد يُصاب الإنسان بمصيبة، وغيره ممن هو أعظم ذنباً منه في سلامة أو تكون مصيبته أدنى، لاختلاف الحِكمة الإلهية ومراتبها من اللطف والنكاية، وقد يجتمعان في شخص.

وهذه الحِكم كلها ليست على مرتبة واحدة بل هي على مراتب متباينة تدق وتجل على قدر لا يُمكن الإحاطة به يليق بسعة علم الله وحكمه ولطفه، فمن الناس من لا يُراد له تكفير جميع ذنوبه فتهون مصيبته مع كثرة ذنوبه، عمن أُريد تكفير جميع ذنوبه فتعظُم مصيبته وإن كانت ذنوبه دون الأول كثرة وعظماً، فهو أحب إلى الله وأقرب في الحالين قبل المصيبة وبعدها.

ومن الناس من تنزل به المصيبة وتَعظم، فيُحرم كمال أجرها لسخطه وعدم صبره، فيَعظُم نزول البلاء بشأنه خاصة ليبقى له من آثاره قدر يكفر به شيئاً من ذنبه ولو قل، لأن عدم الصبر والتكفير يتعالجان والغلبة بحسب مقام الإنسان عند ربه وقُربه من رحمته .

لهذا فأثر المصيبة على الصابر في نفسه أكبر من أثرها على الساخط المتضجر ولو استوت مصيبتهما قدراً بل ربما مع قلة مصيبة الصابر على الساخط.

ومن الناس من تنزل به المصيبة رحمة به ليرجع إلى ربه، روى ابن جرير عَن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة:٢١] قال: "هي المصائب" .

وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام:٤٢].

ومن أسباب نزول البلاء إظهار ضعف الدنيا وهوانها وسرعة زوالها، وكبح جماح الطمع والجشع واللهث وراءها فإذا رأينا زوال بعضها من أموال وأنفس وزروع فزوالها جميعها كذلك، لأن الدنيا أجزاء وأبضاع فإذا أمكن زوال بعضها أمكن زوالها كلها، {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد:٢٣].


ثالثاً: أن المصائب تتنوع في الناس ظهوراً وخفاء ونوعاً وقدراً فقد يُبتلى الإنسان بباطن أمره بلاء هو أعظم من ظواهر البلاء في غيره، فيَخصه الله بنوع باطن من البلاء لأنه أليق في تكفير ذنبه كما أخرج أحمد عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها».

ومن الناس من تلازمه صغائر البلايا والمصائب وتتنوع عليه، ولو كانت مصيبة واحدة كبيرة عليه لما أطاق، فيلطف الله به ومنهم عكس ذلك، أخرج أحمد والترمذي عن أمية بنت عبد الله قالت : سألت عائشة عن هذه الآية {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء:١٢٣] قالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد بعد أن سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عائشة هذه مبايعة الله العبد بما يصيبه من الحمى والحزن والنكبة حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها تحت ضبنه حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير».

ومن الناس من تكون بداية مصيبته بالعطاء، فيُمنح المال أو الولد ويتبعه بقلبه ويُشرب حبه، ويتعلق به حتى إذا استحكم منه سُلبه أو بعضه فعظمت مصيبته أعظم مما لو كان باقياً على فقره وعقمه نكاية به.

ومن الناس من تكون حاله كذلك لكنه عند حلول الرزق لا يتبعه نفسه ويعطيه حقه من شكر المنعم، فزواله منه يختلف عن غيره.


رابعاً: أن كثيراً من العباد يُخطي في اعتبار المصائب وتقدير آثارها، ويقتصر نظره إلى وجوه الحرمان والمنع والسلب، ولا ينظر إليها مع وجوه أخرى كالعطاء ونوعه وقدره في قلب صاحبه، وموازنة ذلك مع المصيبة ونوعها وقدرها، وأثرها عليه، فالمصيبة التي تُرجعك إلى الله خير من النعمة التي تُبعدك عنه، والإنسان مجبول على الاضطراب في هذا التقدير إلا ما رحم الله، قال تعالى: {فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ} [الشورى:٤٨] أي إنه جحود نعم ربه يُعدد المصائب ويجحد النعم، فإذا كان موصوفاً بتغطية النعم "فالكفور" من الكفر وهو التغطية لغة، فهو في ذكر مقاديرها ومراتبها وآثارها في النفوس وغير ذلك من دقائق الموازنة أحرى بالكفر والجحود، وبهذا يكون أبعد عن معرفة ظواهر الحِكم في المصائب فضلاً عن بواطنها.

وقد روى ابن جرير الطبري عن الحسن البصري في قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [العاديات:٦]. قال: "هو الكفور الذي يعد المصائب وينسى نعم ربه".

وإذا كان الإنسان بمثل هذا الجحود وعدم العدل حتى فيما هو في حق نفسه، فكيف في حق غيره، وإحصاء الله لتنوع المصائب وتنوع آثارها على الناس يسير، {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد:٢٢] .

وحكمة الله في الثواب والعقاب اقتضت المساواة في الجزاء على تلك الأعمال المتماثلة في الآخرة، وأما في تعجيل الحسنة، واللطف والنكاية في الدنيا عند إنزال البلاء اقتضت حكمته اختلاف البلاء والجزاء، وإن تساوت السيئات نوعاً وقدراً، لاختلاف الحكمة الإصابة عليها.

وعقل الإنسان وإدراكه يميل إلى الاطراد في الأسباب ومسبباتها لضعفه البشري، ولكن الله غرس فيه عقلاً يتذكر به ما يغيب عنه، ليخرج عن الاطراد إلى البحث عن الحكم الدقيقة والأسباب الخفية، وكلما أكثر التأمل في الحكم الإلهية ظهر له ما يَخرج عن النسق المستمر المظنون، ويدرك ما يخفى على غيره من عظيم لطف الله، وأما من يريد الاطراد في الحكم الكونية، ففيه شبه من البهائم، فالله خلق العقل البشري على نمط لا يؤمن بالاطراد التام في فهم الحوادث وأسبابها وآثارها فهما لا تتعداه، وأما الحيوان البهيم فإدراكه مخلوق على نمط لا يتخطاه في فهم الحوادث من أول الخلق إلى نهاية العالم، لا يزيد عنه ولا ينقص فالشاة والبعير في زمن آدم لا تختلف عن حالها في زماننا فهماً للحوادث وإن تعددت، وكذلك تكون إلى أن تكون تراباً.


خامساً: أن المصيبة تنزل بالبلد من غرق أو قتل أو فقد المال أو زلازل، فتعم الصالح والفاسد، {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال:٢٥] جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم يبعثون على نياتهم»

والسنة الإلهية في تعميم البلاء بالبلدان بسبب ظهور الشر وعدم ظهور مقاومته ظهوراً يليق بمقدار الشر ووزنه في نظر الشرع وتقديره لا في نظر الناس وتقديرهم، ففي الصحيح قيل: «يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون"؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث» .

فالكوارث حينئذٍ تعم في الظاهر، إلا أن آثارها على الأفراد تختلف من حال إلى حال، من لطف إلى نكاية أو بهما جميعاً، ولله في ذلك حِكم دقيقة تحير الألباب لدقة لطفه وكمال علمه وتمام حكمته سبحانه، فيجتمع في النازلة الواحدة في البلد الواحد من دقائق الحِكم قدراً لا يُحصى، فيؤخذ قوم لطفاً ويؤخذ قوم نكاية، ويسلم آخرون لطفاً، ويسلم آخرون إمهالا واستدراجاً، فربما تسقط البيوت على أهلها ويخرج المفسد ويهلك غيره، في حكم بعيدة المدى اقتضتها حكمة الله في تدبير سير هذا العالم .




سبحانه كل شيء عنده بمقدار، بنظام واعتبار، بلا جزاف ولا خلل.









علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  E943acd5f8dd172ae89244d8d917995c
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
JoSef - roCk

عـــضـــو متألقعـــضـــو متألق
JoSef - roCk


الـمسـاهمـات : 835
العـمر : 27
نقاط النشاط : 5943
سمعتي : -2
المزاج : رائق
الهواية : لعب ولهو
الحمل الثور
البلد والمدينة : منتديات تيفست

علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Empty
مُساهمةموضوع: رد: علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !    علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Emptyالأربعاء فبراير 09, 2011 8:03 pm

شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mr.salem99

عـــضـــو متميز
عـــضـــو متميز
Mr.salem99


الـمسـاهمـات : 431
نقاط النشاط : 7425
سمعتي : 2

علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Empty
مُساهمةموضوع: رد: علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !    علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Emptyالخميس فبراير 10, 2011 6:52 pm

العفو

مشكور على ردك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ç-m-ÞúИķ

عـــضـــو نــشـيطعـــضـــو نــشـيط
Ç-m-ÞúИķ


الـمسـاهمـات : 105
نقاط النشاط : 5196
سمعتي : 0

علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Empty
مُساهمةموضوع: رد: علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !    علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Emptyالخميس فبراير 17, 2011 9:52 am

جزاكـ الله خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Youth

عـــضـــو متألقعـــضـــو متألق
Youth


الـدولـة : السعودية
الـمسـاهمـات : 798
العـمر : 27
نقاط النشاط : 6170
سمعتي : 1
المزاج : رايق
الهواية : طالب
العذراء الثور
البلد والمدينة : http://t-altwer.taro.tv

علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Empty
مُساهمةموضوع: رد: علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !    علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Emptyالإثنين أبريل 04, 2011 5:08 am

يسلمو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://t-altwer.taro.tv
osama sami

عـــضـــو متميز
عـــضـــو متميز
osama sami


الـدولـة : الاردن
الـمسـاهمـات : 675
العـمر : 29
نقاط النشاط : 5521
سمعتي : 0
العذراء الدب

علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Empty
مُساهمةموضوع: رد: علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !    علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !  Emptyالأربعاء أكتوبر 12, 2011 2:16 pm

بارك الله بك موضوع مميز من شخص مميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علاقة الكوارث والمصائب بالذنوب !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أرض التطوير :: الاقسام العامة :: القسم الاسلامي العام-
انتقل الى: