يستعد عشاق السباحة في الامارات لمتابعة نخبة من السباحين والسباحات في العالم، الطامحين لصنع أمجادهم في الجولة الأولى من منافسات كأس العالم للسباحة فينا/أرينا، التي تحتضنها دبي يومي 2، و3 من اكتوبر القادم.
ويعد نجم السباحة الجنوب أفريقي تشاد لوكلوس من بين الأسماء العالمية التي تزخر بها قائمة المشاركين في الحدث، الأمر الذي يضفي على المنافسات أجواء من الحماس وإلاثارة. وقد تمكن لوكلوس من فرض نفسه كرقم صعب في ميادين السباحة العالمية، بعد أن حقق إنجازات كبيرة في أولمبياد لندن الشهر الماضي تجلت بتغلبه على عملاق السباحة مايكل فيلبس في سباق 200م فراشة، الأمر الذي أدى إلى حرمان الأخير، الذي يعتبره لوكلوس مثاله الأعلى، من فرصة انتزاع لقبه الأولمبي الثالث على التوالي، ونجح فيما بعد في انتزاع فضية سباق 100م فراشة بعد أن حل ثانياً خلف فيلبس.
بدأت قصة الشاب الجنوب أفريقي -20 ربيعاً- مع الشهرة قبل عامين عندما نجح في حصد 5 ميداليات، منها ذهبيتان، في دورة ألعاب الكومون ويلث في 2010، وواصل في ديسمبر من نفس العام إنجازاته بانتزاعه الميدالية الذهبية في سباق 200م فراشة في بطولة العالم للسباحة (25م) في دبي، وفي العام التالي عاد لوكلوس إلى دبي مجدداً - وفي مخيلته الكثير من الذكريات الرائعة من زيارته السابقة - للمشاركة في كأس العالم للسباحة فينا/أرينا 2011، وتابع مسيرة تألقه بفرض سيطرته التامة على منافسات الحدث، حيث تمكن من انتزاع ست ذهبيات في ستة سباقات، وفاز بقلوب الجماهير التي أسعدها الحدث.
وضع لوكلوس كأس العالم نصب عينية، وعمل بجد لإدراك هذا الهدف، حيث واصل إنجازاته من خلال الفوز بأربع جولات من أصل جولات كأس العالم السبع، فتبوأ مركز الصدارة بدون منازع، واستحق بجدارة لقب "بطل كأس العالم 2011" في الترتيب الإجمالي.
ويبدو أن الثقة التي تولدت نتيجة هذه الانتصارات المتلاحقة قد هيئت لوكلوس ذهنياً للتغلب على بطله فيلبس في أولمبياد لندن، وجعلته يتطلع بشغف لإنهاء هذا الموسم وفي جعبته المزيد من الذهب والألقاب.
وفي هذا الصدد قال الدكتور أحمد سعد الشريف، أمين عام مجلس دبي الرياضي رئيس اللجنة المنظمة: " يسعدنا أن نرحب بعودة تشاد لوكلوس إلى دبي مجدداً هذا العام، لقد أسعد الجماهير العام الماضي، وكان مصدر إلهام لجميع سباحينا الشباب، وسنكون محظوظين مرة أخرى بمتابعة أروع عروض السباحة العالمية التي تقدمها نخبة موهوبة؛ تضم في صفوفها العديد من أبطال الأولمبياد، وحاملي الأرقام القياسية العالمية، وفائزين بكأس العالم، وجميعهم سيخوضون منافسات قوية، على مدى يومي الحدث".
وبالرغم من تربع لوكلوس على قمة السباحة العالمية الآن، إلا أن الرياح قد تجري بما لا تشتهي السفن، لأن الحدث يستقطب عمالقة السباحة في العالم، الأمر الذي سيجعل المنافسة في غاية الشدة، وسيكون على لوكلوس أن يواجه أسماء كبيرة مثل الأسترالي كايل ريتشاردسون، الذي فاز بذهبية سباق 100م سباحة حرة، وتقدم عليه في جولة طوكيو من منافسات كأس العالم العام الماضي، وكذلك السباح الكيني جيسون دنفورد، الذي أبهج جمهور دبي العام الماضي بفوزه بثلاث ميداليات ذهبية، وبرونزية.
إلا أن أنظار الجماهير لن تكون متوجهة إلى لوكلوس فقط، بل وإلى مواطنه كاميرون فان در بورغ - 24 عاماً- حامل ذهبية لندن الأولمبية، وصاحب الرقم القياسي العالمي، الذي يعد أفضل سباح في العالم في سباحة الصدر للمسافات القصيرة، وقد تعززت مكانته بعد أن تُوج بذهبية سباق 100م صدر في أولمبياد لندن، وتمكن من تسجيل رقم عالمي، وأولمبي جديد، وبات سجله يحفل الآن ب 4 أرقام قياسية عالمية رائعة، ورقم قياسي آخر في بطولة العالم في الأحواض الطويلة (50م)، والقصيرة (25م).
وفي منافسات السيدات التي يُتوقع لها أن تكون في منتهى القوة والإثارة، ستخوض السويدية تيريزا آلشمار، حاملة الرقم القياسي العالمي، وبطلة كأس العالم في الترتيب الإجمالي خلال العامين الأخيرين، منافسات قوية مع الهولندية إنجي ديكر، التي فازت بذهبية 50م فراشة في بطولة كأس العالم الماضية، بعد أن تغلبت على آلشمار، بينما ستحرص الأخيرة، التي توجت بذهبية سباق 50م سباحة حرة في ذات البطولة، على قلب الطاولة على ديكر والنيل منها في لقائهما المقبل.
تعد جولة دبي من منافسات كأس العالم للسباحة، التي تقام في الفترة من 2-3 اكتوبر القادم، الأولى في جولات كأس العالم الثمان، حيث ستنتقل بعد دبي إلى كل من الدوحة، وستوكهولم، وموسكو، وبرلين، وبكين، وطوكيو، وسنغافورة. وتقام منافسة كأس العالم في حوض سباحة يبلغ طوله 25م، ويتنافس فيه الرجال والسيدات للظفر بجوائز مالية في 36 سباقاً، ويشارك في الحدث فرق من 30 دولة، من ضمنها جنوب أفريقيا، والولايات المتحدة، والصين.
تقام منافسات كأس العالم للسباحة فينا/أرينا يومي الثلاثاء والأربعاء، 2، و3 اكتوبر على فترتين؛ صباحية للأدوار التمهيدية، وتبدأ الساعة 9، ومسائية للتصفيات النهائية الساعة مساءً6.