لن أذهب |
لن أذهب |
ما اتعس ان اقضي كل حياتي في عتمة مكتب |
نفس الوجه المرمي على الطاولة السوداء |
نفس الزمن المرتهل |
في الظل |
ونفس الحرف المتسائل عن حرف |
……… |
وعلى الحائط |
ما زال اسم الله يحاول أن يفتح عينيه |
يمد ذراعيه |
يقول : |
تعال الي لمائت باسم الإنسان |
يتدلى اللامان الكوفيان |
يتدلى الله بلامين من السقف |
من المصلوب بلاميه …من المصلوب ..؟ |
أجيبيني يا بخل ذراعيه |
فلقد أرهقتني وجهي المرمي على الطاولة |
السوداء |
وتعبت من التوقيع على كذب سيذاع صباح |
مساء |
وكرهت شعاراتي الجوفاء |
. . . . . |
ما أتعس أن أذهب |
ما أتعس ان أقضي كل حياتي في عتمة |
مكتب |
مصلوبا ما بين اللامين الكوفيين |
وبين الحرف المتسائل عن حرف |
* |
و كأمس |
ذهبت |
يفتح فراشي باب الغرفة يحني قامته |
العطشى |
وبلهفة من عوّده الجوع على أن يحني |
قامته |
ويذل تحيته حدّ الهمس |
سيقول : |
صباح الخير |
. . . . .. . . . |
صباح الخير …اسم مغنية..كلا..اسم قصيدة |
كلا..اسم قصيدة |
أعرفها |
أعرف صاحبها …كان صديقي |
أهداني في يوم ما ديوان المتنبي للبرقوقي |
حدثني عن فجر قد يأتي برقا كالسيف |
وقتالا كالسيف |
حدثني عن معنى أبعد من شكل الحرف |
. . . . |
وأردّ:صباح الخير |
القهوة ..أشربها في الشرفة |
أغلق باب الغرفة |
القهوة لا تنسى …مره |
وأنا أكرهها مره |
أكره هذا القار الأسود |
أكره هذا الدرب الأسود في قعر الفنجان |
وأكره حتى الحبر الأسود …حتى اللا…. |
…لا تكفر ..لن لن يغفر ربك هذي الفكرة |
- مره |
- أجل… مره |
فمصاب بالسكري لا يأخذ قهوته إلا مره |
- كيف أصبت به ومتى |
- لا تسأل |
وتذكرت الحي ..ومدرسة الحي …وأستاذ الدين لا سين في الدين و لا جيم …أفهمتم يا طلاب .. |
أسمعتم يا طلاب |
لكنا ..لم نسمع …لم نفهم |
وكبرنا |
صرنا أكبر من أن نخشى الجيم المعقوف |
وأكبر أن يجرحنا سيف السين |
ورأينا كل أصابع أطفال الحي تشير إلينا : |
بوركتم يا وجه الثورة |
بوركتم يا وجه القرن العشرين |
- كيف أصبت به ومتى |
آه لو تعلم …أن الثوار في القرن العشرين |
لا تهدي الثوار سوى السكري |
والقرحة |
والقهوة …مرّه |
وأنا كنت من الثوار |
وعرفت النوم على الإسمنت البارد |
مثل القرن العشرين |
وعرفت السجانين الثوار |
وعرفت المسجونين الثوار |
وعرفت بأن الثورة |
قد تقلع ظفري |
قد تصل كل صباح حلاجا في صدري |
ولمست أصابعهم في عيني تقول : |
أنت الملعون فكن طعما للنار |
صرنا طعما للنار |
للسكري ..والقرحة …والقهوة …المره |
والثورة |
صارت هذين اللامين الكوفيين |
وهذا الرأس المرمي على الطاولة منذ سنين |
. . . . |
لم يفهم فراشي شيا |
حيا وكما عود حيا |
في اللامين …. الثورة |
حيا في رأس المرمي …الثورة |
أحنى قامته العطشى |
وبلهفة |
سد علي الباب على اللامين الكوفيين |
على اسم اللـ… |
وغرقنا في صمت الغرفة |
* |
لكن وراء الأبواب المسدودة |
كان ابن الفراش يعد الثورة |
كان ابن الفراش هو الثورة |
من يدري |
قد لا يشرب قهوته … مره |